الأربعاء، 22 نوفمبر 2023

عن الملثم وصحبه

 هم الصوت الذي يخافه الصدى..

الإيمان الذي لا تُثنيه الشبهات..
الأمل الذي يعقب اليأس..
بهم تتجسد قيم الشجاعة والعزيمة، لهم قلوبٌ تنبض بحب الحرية، وأنفسٌ تأنف العيش دونها، باذلين في سبيل ذلك الغالي والنفيس.
أفعالهم ملحمة من النضال ستُروى عبر الأجيال وستُخلد منقوشة على جدران ذاكرة التاريخ، تحكي عن أبطال اختاروا جادَّة الكرامة على دروب الاستسلام، وآثروا التحدي رغم كلفته، على ذل الخنوع مع ضمان السلامة..
هم أنهارٌ تتدفق بالإصرار، يعبرون صخور الاضطهاد مهما علا شأنها.
هم ذلك الفجر الذي يستحيل به الظلام ضياءً، وتنبلج عتمة الأماني بنوره فتصير واقعاً يمكن لمسه..
هم صرخة العدل في وجه الظلم وهتاف الحق الذي يصم آذان الباطل..
هم ذلك الفصل الذي لا يُنسى في كتاب الحياة يُسطر بمدادٍ من نور ويُقرأ بصوت مليء بالعزة والكبرياء.. وكأنه صوت الملثم!

عن أرض الملاحم

 وحدها تلك الأرض..

ألفت العناء واحتضنت الصبر
وحدها تلك الأرض
بركان من العزة والشموخ
رغم كل الجراح ترفع راية الدفاع عن الحق والوجود
وإن عصفت بها أمواج البلاء لا تنكسر أبداً غصون الأمل فيها
وحدها تلك الأرض
تسمع فيها هدير الشجاعة
وألحاناً تنبض بالحياة
تاريخها محفور في الذاكرة
مستقى من إرادة البقاء وصمود لا يعرف المستحيل
هي قصيدة العز والكرامة
وحدها تلك الأرض
تحكي لنا رواية الدم والعرق والدموع
وقصص التحدي والبقاء
ليست مجرد جغرافيا
هي لؤلؤة محاطة بموج بحر يحكي قصص الحصار
والأرض التي تفوح منها رائحة البارود ممزوجة بعطر الزيتون ورونق البرتقال
كل زاوية فيها تحمل حكاية صمود
وكل حجر يروي سيرة حلم
هكذا هي
تقف بكل مافيها من قوة وإباء
مثل باقة ورد صنعت من الفولاذ ورويت بماء العزيمة والثبات..